رفاق اللواء محمد حسني مبارك يتحدثون عنه


ميلاد قائد ووفاء شعب

41055‏السنة 123-العدد1999مايو3‏17 من شهر محرم 1420 هـالأثنين

رفاق السلاح يتحدثون


تحقيق : أفكار الخرادلي
الرئيس مبارك
وقائد قاعدة ألماظة واللواء نبيل كامل
يحتاج التعرف علي حسني مبارك الانسان إلي العودة للوراء‏..‏ إلي أيام الشباب والتلمذة والعسكرية‏..‏ لذا التقي الاهرام بعدد من رفاق السلاح الذين عرفوا حسني مبارك منذ أن كان طالبا و مدرسا في الكلية الجوية وظلت تربطه بهم علاقة صداقة قوية ومستقرة‏,‏ يحرص علي لقائهم في أيام ومناسبات محددة بالرغم من جسامة المسئولية والمشاغل‏..‏ وهذا يلقي الضوء علي جانب من شخصية مبارك‏,‏ وهو تحليه بصفتي الاخلاص و الوفاء‏.‏

اللواء طيار حسام البشاري‏:‏
كان يبحث عن العمل إذا لم يكن العمل موجودا
اللواء حسام البشارى
لم تكن هناك حاجة لالقاء أسئلة كثيرة علي اللواء حسام البشاري‏,‏ فقد انطلق الرجل في حديث من القلب عن صداقة عمرها خمسين عاما بينه وبين الرئيس‏.‏
يقول البشاري‏:‏ عرفت حسني مبارك منذ أيام الكلية الحربية عن طريق احد الزملاء‏,‏ وكان أقدم مني بدفعة ونصف‏.‏
بدأنا الصلة والصداقة ونحن ضباط في كلية الطيران‏,‏ فقد كنا ندخل كلية الطيران بعد تخرجنا ضباطا من الكلية الحربية‏,‏ وكان هو ضابط مشاة‏,‏ وكنت أنا ضابط اشارة‏.‏وكان أول ما اثار اعجابي به هو حسن تدبيره‏.‏
وروي البشاري قصة ظريفة قائلا‏:‏ كان لدينا ميس ضباط وكان كل شهر يتولي احد فينا مسئوليةإدارته‏,‏ وعندما جاء دوري وتوليته كانت النتيجة سيئة للغاية‏.‏
ولكن عندما تولي حسني مبارك مسئولية هذا الميس‏,‏ كنا نأكل افضل طعام كما ونوعا وبأرخص الأثمان‏,‏ لقد كان يشرف علي كل تفصيلة ولا يترك أي شئ للظروف‏,‏ وكان يمر علي كل فرد فينا‏,‏ ويتاكد من أنه لا شكوي لدينا من أي شئ‏.‏
اما ثانية الخصال التي لفتت نظري في الصديق حسني مبارك‏,‏ فكانت تفانيه في العمل‏,‏ ففي الوقت الذي كنا نخرج فيه للفسحة في الاجازات كان وهو ملازم لا يترك وحدته إلا نادرا‏,‏ وكان يبحث عن العمل إذا لم يكن موجودا‏.‏
كان شبه مقيم في الكلية ليل نهار قبل الزواج وبعده إلي حد كبير يستيقظ قبل الطلبة وينام بعدهم‏.‏
وكان رياضيا‏,‏ فقد كان في البداية لاعب هوكي ممتازا في فريق الكلية قبل ان يتحول إلي لعب الاسكواش‏..‏
ويستمر البشاري في ذكرياته فيقول‏:‏ كان لكل ضابط فينا مجموعة من الطلبة هو المسئول عنهم‏,‏ وكانت مجموعة مبارك تكن له حبا فوق الوصف‏,‏ لأنه كان شخصا مستقيما‏,‏ ولا يعرف التظاهر او الادعاء‏,‏وكان يعطي عمله كل وقته‏,‏ بالاضافة إلي انه كان يرفض أن يطير اي طالب من مجموعته مع طيار آخر‏..‏ ومن الطلبة الذين تتلمذوا علي يد الطيار حسني مبارك منير ثابت ونبيل كامل‏.‏
ويتذكر البشاري أن الفريق مدكور ابو العز الذي يعتبر الأب الروحي للطيران قال ذات مرة أن مبارك كان أحسن ضابط دخل الطيران‏,‏ وقد عمل حسني مبارك رئيسا لأركان حرب لكلية الطيران‏,‏ ثم مديرا للكلية في الفترة من‏67‏ إلي‏73‏ قبل ان يتولي قيادة القوات الجوية‏,‏ وهي أخطر فترة حيث تولي مسئولية تجهيز اكبر عدد من طياري المقاتلات لخوض حرب أكتوبر‏73.‏
كما يتذكر البشاري انه في عام‏1973‏ وقبل الحرب قام برحلة هو والرئيس مبارك والمرحوم اللواء إبراهيم شاكر قائد الكلية الجوية إلي مرسي مطروح مصطحبين زوجاتهم‏,‏ ولم نشعر أبدا منه ان الحرب وشيكه أو انه يعرف موعده‏.‏
وكان لحسني مبارك دور كبير جدا في عملية فرض السرية والخداع التعبوي قبل حرب أكتوبر المجيدة‏,‏ ومن صور هذا الخداع استمراره في ممارسة رياضة الاسكواش مما جعله أكثرنا تماسكا في اخطر لحظات الحرب ووقت الثغرة‏,‏ وكان يؤكد للرئيس السادات في كل لخظة انه جاهز لتنفيذ أية آوامر‏.‏
اما علي الصعيد الشخص فيقول البشاري انه من خلال سنوات الصداقة الطويلة يمكن ان يؤكد ان حسني مبارك رب اسرة مثالي‏,‏ يحب زوجته واولاه حبا غير طبيعي‏,‏ ولذا فانه ليس من قبيل المبالغة ان يتم اختيار هذه العائلة‏,‏ لتكون العائلة المثالية لمصر‏.‏
وعن إخلاصه للأصدقاء القدامي‏,‏ يقول اللواء البشاري إن الرئيس حريص علي لقائهم في مناسبات محددة‏,‏ وتكون أحاديثه معهم مقتصرة علي الموضوعات الشخصية‏,‏ ولكنه حريص علي التحقق من آية شكوي وحلها فورا حتي ولو استمع اليها في صورة دردشة‏.‏
ويقول البشاري ان حسني مبارك لدية فلتر فطري يستطيع من خلاله استخلاص القضية من خلال قصة طويلة‏,‏ كما أن لحسني مبارك ذاكرة حديدية‏,‏ فهو يستطيع أن يتذكر شخصا لم يره من عشرين عاما‏,‏ ويتذكر اسمه ويتذكر أيضا الحديث الذي دار بينهما‏,.‏ ولدية قدرة هائلة علي السيطرة علي النفس‏..‏ وعن هوايات حسني مبارك يقول البشاري‏:‏
كانت رياضة الهوكي‏,‏ ثم الاسكواش والمشي والسباحة التي علمها لنفسه بعد أن تولي رئاسة الجمهورية‏.‏