المعركة بين الإعداد والاستعداد




المعركة بين الإعداد والاستعداد
بقلم: محمد حسني مبارك عام 1976 
الجزء الخامس 
________________________________________

تتحرك الظروف الدولية بسرعة إلي الامام, ومن عادة القوات الجوية ورجالها ان يكونوا سريعي الحركة تجاه كل الأحداث
التي تتوالي علي مصر وقواتها المسلحة لمجابهة هذه الأحداث.ان زيارات الرئيس محمد أنور السادات القائد الأعلي وبرفقته وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة لعدد من قواعدنا الجوية اخيرا( مطلع عام1973) ومناقشة تطورات الموقف العسكري ومهام ومتطلبات المرحلة الحالية, قد اثبتت للجميع ان التدريب جاد ودرجات الاستعداد والروح المعنوية عالية, وان نسور مصر في انتظار لحظة الثأر لتحقيق النصر.
ولاشك في أننا اليوم نجتاز مرحلة الانتقال من الاعداد للمعركة إلي مرحلة الاستعداد لها, وتصريح الرئيس السادات لضباط وجنود مختلف المواقع يجعلنا نشحذ كل الهمم في انتظار هذه اللحظة, فقد انتهي الكلام وبدأ وقت العمل, كما صرح مخاطبا ضباط وجنود المنطقة الجنوبية بأن الشعب يثق بكم كعسكريين وهو يقف صلبا ينتظر يوم الثأر, وان عليكم ان تثبتوا ان العسكرية المصرية يمكن أن تؤكد للعدو والصديق علي السواء انها لا تقبل الاستسلام, وانها قادرة, معتمدة علي نفسها وعلي قدراتها وروحها القتالية, علي انتزاع الحق العربي والانتصار في يوم الثأر.
إن مصر إذ تقرر القتال لا تفعل ذلك عن يأس بل بعدما افسحت المجال لمدعي المبادرات وهواة الحلول السلمية, وانتهت إلي الواقع ومعالجة الموقف بما يجب ان يعالج به, وبعد الاستعداد للقتال فإنه يجب ان تخمد تماما وتصمت نهائيا جميع الاصوات عدا صوت المعركة.
ومن الاعداد إلي الاستعداد للمعركة تتحرك قواتنا الجوية دائما إلي الامام, بمداومة التدريب الشاق المتواصل, وإطاعة الاوامر وتنفيذها بلا تردد والثقة بالله وبالوطن وبأولي الأمر منا, وليس هناك حب للوطن دون كراهية العدو.
عليكم بالإيمان وعقيدة القتال هي اعلي مراتب الإيمان بعدالة القضية وشرعية الهدف الذي يصل إلي حد التضحية بالنفس في سبيله, والمقاتل المصري مؤمن بطبيعته, وهو الذي قال نابليون عنه: لو كان عندي نصف هذا الجيش لغزوت به العالم.
ياضباط القوات الجوية: احييكم, واحيي صدق جهادكم فيما توفرتم عليه وعنيتم به, وتذكروا دائما قول الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم) في حديثه الشريف: من احب ان يكون اعز الناس فليتق الله, ومن احب ان يكون اقوي الناس فليتوكل علي الله, ومن احب ان يكون أغني الناس فليكن بما في يد الله اوثق منه بما في يده.
ان نظرات مائة مليون عربي معلقة بكم, فكونوا اهلا لثقتهم فيكم.
___________________________________________________